Tuesday, August 28, 2012

تلاتين سنه


 

تلاتين سنه

صدعتونا بحكايات تتكرر وتتعاد

عن ظلم النظام

والفوضي والصطوه والفساد

وياما قَعْر مجلس

لإصلاح حال وأحوال البلاد

وكل منا مِيت بطل

وألف فارس فوق الجواد

ولما قلنا  حي ع الجهاد

ليه خَلَفتوا

واتمرمغتوا في طين لستعباد 

تلاتين سنه

واكلين دماغنا

باللي واكل نصبنا

والوبا اللي مُصبنا

والغشم اللي مرمطنا

سَّفين التراب

نايمين علي الباب

لما حبينا ندخل الوطن انطردنا

ولما إنشدينا وانتفضنا

لقينا عبيد عاشقه اسياد

تلاتين سنه

محاكم ع المصاطب

اللي بيصرخ

واللي بينفخ

واللي قاري وكاتب

واللي مَيت في المستشفي

واللي مَيت بين المكاتب

اللي اتسحل

واللي اتنحل

واللي اتردم بالمصايب

نخر السوس عضامنا

كتمت الهموم كلامنا

ولما قمنا واتنفضنا

ع المظالم والمواكب

لقيناكم بالمحاكم

بتدعوا للظلم اللي عاد 

تلاتين سنه

دمع وشكوي

عيشه مُره

خايفين من بُكره

ننام علي كِسره

نصحي علي حسره

ما بين الكابوس والغفوه

ولما فوقنا

لقيناها كدبه

حواديت في قعده

تسالي في قهوه

واللي ثار

داب في الثوره

واللي انجرح

يعيش بجرحه

واللي مات

يطويه قبره

واللي عاش

يصبره صبره

علي اللي انجلد

وعلي الكرباج والجلاد


تلاتين سنه

قلبت الهرم

الرشوه صارت كرم

قوم يا شعب اغتسل

من جنابة الفساد

 

 

 

 

 

Tuesday, January 3, 2012

ثار الأب عندما شاهد أبنه يدخل من باب الشقة وملابسه ممزقة وعينه متورمة وحمراء كالدم وأنتفض : مين اللى عمل فيك كده
- الواد مارد شديد اللى ساكن فى أول الشارع
- تعالى وريهولى .. أنا ح أطلع عين أبوه .. -
بس يا بابا
- مقاطعا .. أنت لسه ح تبسبسلى يالا ...
وجر الأب أبنه مندفعا نحو شقة مارد شديد وقد انتفخت أوداجه غضباً .. دق جرس الباب وكأنه يدق ناقوس حرب .. يفتح مارد
- أيوه
- أنت لسه ح تقولى أيوه .. أنده أبوك ياد
- بابا .. بابا
يخرج رجل يلبس بدلة عسكرية نصفها الأيمن شرطة والأيسر جيش ، وقبل أن ينطق بادره الأب وهو يلطم أبنه بقلم يذكرنا بعنفوان عماد حمدى مع عبد الحليم وكأنه جمع كل الخطايا وهو يصرخ ..
- مش قولت لك ميت مره متحطش عينك فى صباع حد يا أبن الكلب .. باردون يا باشا ح اسحلك أمه .. نهارك سعيد
ثم انصرف الرجل مع ابنه وهو يتحسس قفاه

Tuesday, April 12, 2011

Sunday, March 13, 2011

ابن الثوره


انا ابن الثوره
مولود من ضهر الأبطال
قُولتوا شهيد
لكنى وليد
من رحم فجر جديد
نوره بيزرع اجيال
انا ابن النُبل والشرف
ابن الحق
من زمن تِقلت عليه الأحمال
عشان كده
امتلكت عزيمة الصبر
وكان قَدر ومكتوب
قَدر أزلزل بأيدى الزلزال
ومكتوب يكون اخويا
بعيون ما بتشوف
وقلب من صخر الجبال
لا كنت بأصد غازى
ولا حاربت احتلال
كنت بدافع عن لقمة عيش
عن عمر مش قادر يعيش
عن كرامه
عن نزاهه
عن الرقى والجمال
كان سلاحى ورده
على سن مبدأ
وسلاحهم رصاص
يحمينى شعار على ورق
ويحميهم رشاش
وشيطان اهوال
قتلتنى رصاصة مصرى
ووارتنى فى حضن نصرى
عايش شاهد على عصرى
مصرى بيقتل مصرى
عرفتوا قد ايه الفساد
صال وجال
فساد رَجع قابيل وهابيل
فرض قانون الغابه
البقاء للأندل
وللكِرام الزوال
وكان عمرى التمن
تمن انى اخلق المُحال
انى احقق الخيال
امحى فلسفة الأندال
وقدام قوة الصبر
مفيش مُحال
دموعك يا أمى
زرعالى جنه
وشقاك يا بويا
انا بيه بتهنا
وإكتمل بيكم مربع الكمال
وكل ما اموت
بُكاكم يحيينى
اصراركم بيحيينى
وألاقينى
صحيت تانى جاهز للقتال
اصرخ انا لسه حى
حاضن بكره
بأعرفه بولاد الحى
يحضنهم
يخلق منهم ابطال
انا ح أفضل باقى
مدام الحق فى ايد زملائى
ومصر طريقها واحد
واقفه شديده
لا تراجع ولا استسلام
طول ما مصر
ولادها وستتها وعيلها
رجال
طريقهم واحد
واضح
مالوش احتمال
طريق العزة والجلال








Tuesday, November 2, 2010

أنا والفطير المشلتت
....................
لأنى قاهرى أباً عن جد أى مع سبق الاصرار والترصد فلم أعرف لى يوماً أى ريف أنتمى إليه ، ولم أكون أبداً من أصحاب الطين وكنت دوماً من أصحاب الزفت ( أقصد أسفلت الشوارع طبعاً ) ولحبى الشديد للريف لبديع منظره وطيبة أهله مع مذاق أكله الطيب ، كثيراً ما كنت أتوق لأى دعوة بالزيارة .. وزمان كانت الدعوات كثيرة ، مرة لفرح وثانية لعزاء ومرات للولائم لمجرد تقوية الروابط وكانت كلها فُرص لإمتاع النفس بفطرة الأرض التى فطرها الله عليها ، ومع مرور الوقت واختلاف الطباع بإختلاف الحالة الاقتصادية بدأت تنقرض دعوات الولائم " منه لله المحمول الذى قرب البعيد " فرضيت بالأفراح والمآتم من باب أنها تقضى بالغرض ، وأيضاً لا مانع من المشاركة وهم أصحاب تمثيل مُشَرِف وتاريخ " دسِم " مشحون بذكريات لها مذاق خاص مازال يسيل لعابى .. مرة أخرى بدأت تنحسر دعوات الأفراح وتم إستبدالها بفطيرة مشلتتة وقطعة مِش كنوع من المشاركة وأحنا مش ناسيينك برضه ، وإذا بالفطيرة تندثر إندثار الديناصور الذى لم يكن يمثل لى أى شئ بل العكس أخد الشر وراح أما الفطيرة فأخذت قلبى معها .. ما علينا .. لم يبقى لى من الريف إلا السير خلف الجنازات ومع كل عزيز أشيعه أشيع معه رابطة من روابطى بالريف ، وبعد فترة طالت حتى ظننت أننى تم استبعادى من كشوف المعزين بالقُرى وأعود واحمد الله على أنه يمد فى أعمارهم ، وأخيراً أُخبِرت بوفاة والدة زميل بإحدى قرى القليوبية وعلى الفور توجهت إلى هناك ، وبطول الطريق لدى إحساس بإنى توهت فلم تعد الأرض الخضراء بالكثرة السابقة انما بقايا أعمدة خرسانية وأراضى أخرى طالتها يد الأهمال للأسف ، حتى وصلت إلى القرية المنشودة وإذا بى أتأكد من أننى توهت أوبمعنى أصح مصركلها تاهت ، فإذ بهول المفاجأة طيلة مشوار الجنازة .. الطرق ضيقة جداً حتى تظن أنها لن تسع شخص بدين ورغم ذلك مكدسة بالمبانى ذات الأعمدة الخرسانية والتى يبدو عليها مظاهر البذخ والتباهى من حيث الأرتفاع وعلو البوابات وكم الأعمدة وكأنهم يحتمون من قنبلة ذرية ، ناهيك عن محلات الموبيليا الفاخرة وتجار الأسمنت وحديد التسليح .. أى والله بدلاً من تجار البذور والأسمدة .. ألم يعد هناك بندر ؟! .. فلم أجد القرية إلا فى الشوارع الضيقة الممهدة بروث البهائم وأيضاً الذباب الغتيت والأطفال الحفاة نصف العُراة ولا أدرى ما الحكمة من لبسهم النصف العلوى فقط .. هل لايبيعون عندهم ملابس من قطعتين ؟ أم انها عادة فرعونية ؟ .. ولا أدرى لماذا رغم كل مظاهر الثراء البادية على مبانى القرية مازالت حياتهم فقيرة ملوثة ومدارسهم تنم على الجهل والفقر وكأن نعمة المال فقط للمبانى وملء المعدة والتباهى بالدش والمحمول وربما السيارة ألم تكن نظافة القرية من الأولويات ؟ ألم يكن الرقى والتحضر الحقيقى أولى من الفشخرة الزائفة ؟ ، فحمدت الله على انحسار الدعوات عنى وادركت لماذا انتهت الولائم وانقرض المشلتت عندما رأيت الفرن البلدى والعيش المدعم .. بصراحة قلبى انقبض ورأيت أحفادى وهم يستوردون الفجل والجرجير .. واستغفرت الله على أنى انشغلت عن الجنازة " منهم لله " وجدتنى اصرخ جوايا " على فين رايحه يامصر ؟