نهار داخلى
صالة شقة متواضعة توحى بقلة الحيلة المادية
تقف ربة الأسرة وهى سيدة بدينة قصيرة ترتدى قميص نوم من بواقى الستائر وأقمشة التنجيد وهى تعتز به لما له من ذكرى جميلة فهو الوحيد الباقى من جهازها
بدأت السيدة تستعد للعمل المنزلى اليومى الذى يبدأ بالنظافة ، عندما أحضرت المكنسة أنتفضت متذكرة شئ هام وعلى الفور ألقت بالمكنسة وتوجهت إلى الغرفة المقابلة لها ، بالغرفة سرير صغير عليه جثتين متشابكتين كما لوكانتا فى غسالة فول أتوماتيك وعلى جنب كنبة عليها فتاة صغيرة ، أتجهت الأم أولاً إلى السرير ووخزت بيدها أحدى المؤخرتين
قوم يا واد
أقوم أعمل أيه ؟ ونا من يوم ما اتخرجت ونا لاشُغله ولا مشغله .. هى الشوارع ناقصه زحمه ؟
ضربت بيدها المؤخرة الثانية
وانت يا فالح موش ح تروح كليتك ؟
كلية أيه يامه .. مفيش مكان فى المدرج ومعيش فلوس للكافيتريا .. سبينى والنبى يامه
نفخت الأم حتى طار على أثرها غطاء البنت من على الكنبة بعد أن استدارت لها
وأنتى يا فلحه .. موش ح تروحى مدرستك ؟
يووووه هو فيه مدرسة للثانويه العامة .. الفصول مقفولة يابطه ..فُكك .. فُكك
خرجت الأم مهزومة مهمومة وأحضرت جردل المسح والممسحة وتذكرت ثانية شئ هام فهرولت إلى الغرفة الثانية حيث ينام زوجها ذو الجسد الكبير والشنب الكثيف ومنظر يجسم كل صور القوة والفحولة يرتدى جلباب نصفه الأمامى من مفرش سفره كاروهات بالى والنصف الثانى من بقايا شوال قطن الجهاز
قوم يا راجل ح تتأخر على الشُغل
" انتفض كالمارد الذى خرج من القمقم "
فيه أيه يا وليه ؟ .. ما خلاص اتخصخصنا .. الشُغل بح .. الشُغل يُك .. من يوم ورايح ح أخرطلك الملوخيه ياروح أمك
" ترد بزهق "
ده لما تلاقيها يا عين أمك
وخرجت إلى الصالة كالفارس المهزوم وراحت تنظر حولها ثم أخذت نفساً عميقاً وأطاحت بالجردل والمكنسة فى الهواء مطلقة صرخت مدوية
يا سلام يعنى مفيش حد بيشتغل فى أم البلد دى غيرى
وافترشت الأرض ونامت وراح الهدوء يخيم على المكان والمنطقة والبلد ولم يقطعه سوى صوت الشخير الذى جاء من كل حدب وصوب
خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ