Saturday, May 24, 2008

بطالة .. بطالة

نهار داخلى
صالة شقة متواضعة توحى بقلة الحيلة المادية
تقف ربة الأسرة وهى سيدة بدينة قصيرة ترتدى قميص نوم من بواقى الستائر وأقمشة التنجيد وهى تعتز به لما له من ذكرى جميلة فهو الوحيد الباقى من جهازها
بدأت السيدة تستعد للعمل المنزلى اليومى الذى يبدأ بالنظافة ، عندما أحضرت المكنسة أنتفضت متذكرة شئ هام وعلى الفور ألقت بالمكنسة وتوجهت إلى الغرفة المقابلة لها ، بالغرفة سرير صغير عليه جثتين متشابكتين كما لوكانتا فى غسالة فول أتوماتيك وعلى جنب كنبة عليها فتاة صغيرة ، أتجهت الأم أولاً إلى السرير ووخزت بيدها أحدى المؤخرتين
قوم يا واد
أقوم أعمل أيه ؟ ونا من يوم ما اتخرجت ونا لاشُغله ولا مشغله .. هى الشوارع ناقصه زحمه ؟
ضربت بيدها المؤخرة الثانية
وانت يا فالح موش ح تروح كليتك ؟
كلية أيه يامه .. مفيش مكان فى المدرج ومعيش فلوس للكافيتريا .. سبينى والنبى يامه
نفخت الأم حتى طار على أثرها غطاء البنت من على الكنبة بعد أن استدارت لها
وأنتى يا فلحه .. موش ح تروحى مدرستك ؟
يووووه هو فيه مدرسة للثانويه العامة .. الفصول مقفولة يابطه ..فُكك .. فُكك
خرجت الأم مهزومة مهمومة وأحضرت جردل المسح والممسحة وتذكرت ثانية شئ هام فهرولت إلى الغرفة الثانية حيث ينام زوجها ذو الجسد الكبير والشنب الكثيف ومنظر يجسم كل صور القوة والفحولة يرتدى جلباب نصفه الأمامى من مفرش سفره كاروهات بالى والنصف الثانى من بقايا شوال قطن الجهاز
قوم يا راجل ح تتأخر على الشُغل
" انتفض كالمارد الذى خرج من القمقم "
فيه أيه يا وليه ؟ .. ما خلاص اتخصخصنا .. الشُغل بح .. الشُغل يُك .. من يوم ورايح ح أخرطلك الملوخيه ياروح أمك
" ترد بزهق "
ده لما تلاقيها يا عين أمك
وخرجت إلى الصالة كالفارس المهزوم وراحت تنظر حولها ثم أخذت نفساً عميقاً وأطاحت بالجردل والمكنسة فى الهواء مطلقة صرخت مدوية
يا سلام يعنى مفيش حد بيشتغل فى أم البلد دى غيرى
وافترشت الأرض ونامت وراح الهدوء يخيم على المكان والمنطقة والبلد ولم يقطعه سوى صوت الشخير الذى جاء من كل حدب وصوب
خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ

Monday, May 12, 2008

أنا والبنزين وهواك

اليوم وبعد تفكير عميق دام حوالى أسبوع أى منذ يوم الأثنين اللعين " أثنين البنزين المشؤوم " قررت أن أمول سيارتى ببنزين 80 الذى لم يصبه الدور وهو بنزين الغلابه يعنى العربيات أم رفرف جبس وفانوس خشب أو موتور مياه .. وحتى لا أضعف أمام عربيتى نفذت القرار اليوم بلا نقاش ودخلت محطة بنزين وبألاطتى المعهودة التى لم أتنازل عنها فى مثل هذه الظروف قلت للعامل 80 من فضلك فأشار بيده نحو طابور طويل من السيارات ، وبالفعل أخذت دورى وصبرت حتى وصلت لماكينة التمويل وهنا أقترب منى العامل مؤكداً " 80 يابيه " ، رديت " أيوه " فأقترب أكثر محذراً " يا بيه عربيتك جديده وال 80 حيخليها تصقف " .. فأشرت له ليقترب أكثر ، وبالفعل وضع أذنه عند فمى فقلت له " ورحمة أمى لو صقفت لأرقص لها .. ياد ماحنا صقفنا للحكومه ولا رحمتنا.. مول يا عم مول " وبالفعل فرغ العامل من التمويل وغادرت المحطة وأنا حاسس أن عربيتى موش مستريحة لما فعلته بها
وبعد أن ركنتها نظرت إليها مقرراً أن أنهى كل تعاطف بينى وبينها فصرخت فيها " وحياة أمك لو موش عاجبك لأخليكى تعيشى عيشةأهلك وأمولك فول .. هو أحنا كنا صعبنا على مين عشان تصعبى عليَّا ؟ " .. وعلى الفور انصرفت قبل أن أسمع شتمتى بالكورى

Saturday, May 3, 2008

أطفالُ حارتىِ




أطفالُ حارتى فُقراء
فى كُلِّ الأشياء
لَعِبُهُم .. ضَحكاتُهم
فِكرُهم
حتى فى انتقاءِ الأسماء
فى أجسادِهمِ النَّحيلةِ
فى طموحاتهمِ المحدودةِ
إنهمُ والأيام
ضيوفٌ على مًائِدةِ البُخلاء
كالأشجارِ الخضراءِ
حين تقصِفُها ريحُ شتاء
.....
نَظَراتٌ جميلةٌ فى عيونٍ شَقِيَّة
لُعْبَتَهُمُ البَريئَة
فى حارةٍ متسخةِ الأرضية
لُعْبَةٌ مَعَ أيامٍ ظالِمةٍ عاتية
لَكِنَّها لُعبةٌ ذَكية
لمن تَكُونُ الحُرية
.....
أطفالُ حارتى
يتحدثونَ عَنْ الاقتِصادِ
تَعْصِرُهُمُ المُّواصلاتُ
تُعَلِّمُهُم صُفوفُ الجَمعية
مَبدأٌ جَديدٌ للشَخصية
أطفالُ حارتى
رجالٌ تدُقُّ أعناقُهمُ المسؤولية
تَعلموا الكَذِبَ من الأعمدةِ الصحفية
لأَِنَّهم تَعَلموا أن يُصَدِّقوا الرَّفاهية
.....
أطفالُ حارتى فُقَرَاء
حَتى فى الدُعاء
يَحمِلونَ أضْعَفَ الرجاء
يَتَمَنّونَ اللِّعَبَ البَسِيطةِ
يَتَمَنونَ خُبزاً و حِساء
و يَحْلَمُون َبأقَلِّ الهَناء
هُمْ لا يَعْرِفون أقصاهُ
إِنهُم بُسَطاء .. بُسَطاء
يَضْحَكونَ بسذاجةِ
يَتَداعبون بالسَّبَابِ
رَغمَ ألسِنَتُهُمُ اليَابِسةُ الخضراء
.....
أطفالُ حارتى
يَنْسُجُونَ بالخَيْطِ الأسْودِ
فى اللَّيالى السَّوداء
يَنْتَظِرون النَّهَارَ يأتى
بِحُلو الرداء
يَهْمِسُونَ بأغانِيهم
للجُدرانِ الصَّماء
يَنْقُشونَ أمانيهم عَلى الهواء

أطفالُ حارتى فُقَرَاء
يَتَمَنْونَ خُبزاً وحِساء
يَحْلَموُنَ بأقلِّ الهَنَاء
و نَعْلَمُ أنَّهُم فى عَصْرِ الَّرخَاء
الشُّهَدَاء
الشُّهَدَاء