Wednesday, February 27, 2008

تنهيدة


جلست على الأريكة بنصف لفتة تنظر من النافذة ترقب أولى خطوات أبنها إلى المدرسة من خلال الحارة الضيقة المؤدية إلى الشارع الذى يصب فى الشارع العمومى الكائنة به المدرسة ، تبتسم وهى ترى قدمه الصغيرة تحاول عبور بركة المجارى رغم مزاحمة الكلاب و القطط وأيضاً أقدام الكبار التى أصبحت لا تفرق بين كبير وصغير

وتركت الأمانى تداعب خيالها .. " يارب أشوفك دكتور " وقفزت إلى مخيلتها صورة الطبيب الشاب بملابسه البالية وحذائه المكعوب .. على الفور طردت الصورة من مخيلتها وهى تقول " يا ساتريا رب بعد الشر عليك يا أبنى .. لا أنت تطلع مهندس " وإذا بصوت جارها المهندس الشاب يخترق أذنيها " يا أما أصحى ليه ونا لا شُغله ولا مشغله ولا عوزانى ألحق بالقطر عشان أبقى صنايعى " .. عادت إلى صحوتها مرة أخرى وكأنها تطرد عفريت " يا ساتر .. يا ساتر " وراحت تسأل نفسها " محامى .. لأ بيشتغلوا فى محطات البنزين .. تجارة .. بياعين فى السوبر ماركت "

هزت رأسها فى أسف وإنكساروكأنها بدأت تدرك الحقيقة وهى تقول لنفسها " كان لازم أتجوز راجل تانى رغم إنه جدع وشهم .. راجل غنى .. بس إزاى منا كنت لازم أكون واحدة تانيه .. يا عينى عليك يا أبنى "

ومع أخر خطوات أبنها فى الحارة دق جرس الباب

أيوه -

فيه زباله -

تنهدت .. تنهيدة أخترقت السماء وغلفتها بدعاء خفى لا يعلمه إلا الله

الزباله كتير -

3 comments:

جميز said...

فى بلد حاميها حراميها .. الزبالة كتير
مادام البلد فى ايد القفف , تبقى الزبالة على قفا مين يشيل

تحياتى

التكيه said...

تعبير جميل يا عزيزى جميز " مادام البلد فى أيد القفف تبقى الزباله على قفا مين يشيل " الله عليك

حنة said...

القصة حلوة قوي
وجعت قلبنا يا اخي

اضحك .. اضحك يا عم الحج